كنت أعلم أنه ينتظر هذا اليوم منذ مده ليعبث بي
وككل عام سَ يهدني أيقونة على هيئة كعكة ويطالبني بنفخ شموعها ، أتظاهر بذلك ، ويتظاهر بالتصديق ، ليبدأ بممارسة هوايته المفضلة وإرباكي باسألته .
يسألني عن أمنياتي .. فأخبره أن قائمتي لم تتغير كثيرا ً تزداد بها الأماني ولا تنقص ، فيدرك أنه لم يتحقق منها شيء . يسألني عن من أحب ، فأجيب بأن أمنيتين جديدتان في قائمتي تخصانه .
يقول لي بأنه في العام الماضي كان يستحوذ على ثلاث ! فكيف أصبحن خمس ! ويتمتم "أما آن للزمن أن يخلصكِ منه ومن أمنياته !" ، فأردد أني لازلت أتمنى ذلك أيضاً ! .
لأهرب من هذا الحديث ، أكشف له بأن بين الأماني تختبئ واحده تخصه ، قد أخبره عنها يوما ً .
يسألني عني ، وما اختلف بي .. فأقول : أني اختلفت كثيراً ، وأن التغير قد يكون سيئاً أحياناً ،
أنني حقاً لم اعد أجيد الكتابة ، أشعر أن حروفي عارية وحزني مشاع .. وأن كل من يقرأني سيدرك مقدار ألمي وماهيته ،
فأتراجع على الفور .. وأمحو السطور قبل أن أفكر في قرأتها مجدداً . أنا لا أخجل من الحزن ، أنا فقط أمقت ضعفي وسلبيتي وترددي .
أدير دفة الحديث باتجاهه واسأله .. أنت صديقي منذ زمن ، بل أنت من أصدقائي المفضلين ، أخبرني ما الذي أختلف بي ؟
يصمت لبرهة ، ثم يقول : التغير من سنن الحياة ، ولكن قلبك الصامد يصيبني دائماً بالذهول .. حتى أني أعتقد أحياناً بأنك إحدى كذِبات إبريل ، وأن من تمتلك قلب مثل قلبك ليست إلا قطعة من حلم ، يتمنى حبها الجميع ، ولكنه لا يكون سوا لشخص واحد - حتى لو لم تعترفين بذلك - قد يكون أوفر الناس حظاً إن حافظ عليه ، أو أتعسهم إن فرط فيه !
لازلت أخجل من لباقته التي لن أعتاد عليها ، فهو لا يستخدمها إلا في المناسبات ..
أنهي الحديث بابتسامة و وردة ،
ينهيه بقوس قزح ومقطوعة .